تقول صحيفة ذي غارديان البريطانية إن أولاد معمر القذافي يبدون لبريطانيا رغبتهم في التخلي عن والدهم وإبعاده عن السلطة وإيجاد مخرج مشرف له، في مقابل بقائهم في البلاد وتشكيلهم حكومة وطنية ينضم إليها عناصر من الثوار.
وحيث تدخل الثورة الشعبية الليبية الساعية للحرية وإسقاط القذافي شهرها الثالث، فإن مقر الحكومة البريطانية يعج بالكثير من الكلام عن انشقاقات وصفقات سرية فيما وراء الكواليس حتى من ضمن المقربين من العقيد الذي أخذ نظامه بالتهاوي.
وتوضح ذي غارديان أن أولاد القذافي الذين يبدون في الميدان مستعدين لخوض المعارك، باتوا يبحثون عن ملاذ ومهرب وطريق إلى الخارج، وأنهم يبدون أنهم مستعدون لهجر أبيهم والتخلي عنه من أجل النجاة بجلودهم، وفق ما يتناقله البعض في أوساط الحكومة البريطانية.
ولكن المحللين الأمنيين والدبلوماسيين يرون أمرا مختلفا، حيث يقولون إنه بعد أسابيع من الصراع غير الحاسم، فإنه لا أحد يمكنه ادعاء النصر العسكري، وأنه دون تدخل عسكري على الأرض الليبية، فسيبقى الثوار غير قادرين على الانتصار على القذافي وإسقاطه.
"
الطريقة الأمثل لإسقاط القذافي والانتصار عليه تتمثل في تضييق الخناق على العقيد من خلال استخدام الحرب النفسية وتفتيت بقايا الحلقة من المحيطين به
"
تضييق الخناق
وأما الطريقة الأمثل لإسقاط القذافي والانتصار عليه، فتتمثل –والقول للصحيفة- في تضييق الخناق على العقيد من خلال استخدام الحرب النفسية وتفتيت بقايا الحلقة من المحيطين به.
فوزير الخارجية المنشق موسى كوسا شكل ضربة قوية لنظام القذافي، وأما ولدا القذافي كل من سيف الإسلام ومستشار العقيد الأمني ولده معتصم، فكانا أيضا يشنان حربهما النفسية على الغرب على طريقتهما، حيث تقول المصادر إنهما يعتقدان أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيتآكل مع مرور الوقت.
ويراهن ولدا القذافي على مضي الوقت وعدم تحقيق الناتو أهدافه، وبالتالي فقدان الغرب للدعم العربي.
وتشير الصحيفة إلى أن ولدي القذافي يوحيان لبريطانيا بأنهما يبحثان عن مهرب أو مخرج مشرف لوالدهما العقيد، وأنهما يقدمان أفكارا غامضة واقتراحات تتمثل في قبولهما بتشكيل حكومة وحدة في البلاد.
من جانبه، يسعى الغرب إلى محاولة منع ليبيا من الانزلاق إلى أزمة، لا منتصر فيها، وإلى تجنب الدفع بقوات عسكرية غربية إلى داخل الأراضي الليبية، وسط آمال في أن يتآكل نظام القذافي وينهار من الداخل.
ومضت الصحيفة بالقول إن أولاد القذافي كل من سيف الإسلام القذافي ومعتصم والساعدي كانوا اقترحوا على بريطانيا بقاءهم في السلطة مقابل تنحي والدهم وإبعاده عن السلطة تماما.
وكشف ذي غارديان أن محمد إسماعيل أحد أعوان سيف الإسلام كان أجرى مباحثات في لندن مع مسؤولين بالحكومة البريطانية، حيث يقترح سيف تشكيل حكومة وحدة
مع عناصر من الثوار.
ويسعى بعض أبناء القذافي عبر تقديمهم المقترحات تلو المقترحات إلى محاولة جعل الولايات المتحدة وبريطانيا يعدلان من هدفهما المتمثل في إسقاط القذافي، وإلى محاولة زرع الفتنة والصراع بين الغرب والعرب.