أتقف مخلوقات فضائية وراء لغز «الدمدمة» الغامضة؟
قرية وودلاند الانكليزية آخر فريسة للدمدمة الغامضة
انضم سكان قرية انكليزية إلى ظاهرة من يسمعون «دمدمة» غير معروفة المصدر، سمعها آخرون من قبل، في مختلف بقاع العالم. وقد أدى هذا، كما هو متوقع، إلى أقاويل تنسب الصوت الغريب إلى مخلوقات فضائية.
يشكو أناس من بقاع مختلفة حول العالم وبين الفينة والأخرى من سماعهم «دمدمة» غامضة، لا يستطيع أحد تحديد مصدرها أو السبب فيها. والآن ينضم سكان قرية انكليزية صغيرة إلى الواقفين أمام هذه الظاهرة المحيّرة.
يقول السكان في قرية وودلاند، في مقاطعة دارام في شمال شرق انكلترا، إنهم يسمعون خلال الليل دمدمة وطيئة الذبذبة، وأشبه بصوت محرك شاحنة. ونقلت «ديلي تليغراف» عن إحدى نساء القرية قولها: «تعلو هذه الدمدمة أحيانًا إلى حد أنها كثيرًا ما تهزّ سريري، وأنا مستلقية عليه».
ويرى السكان أن الصوت الغريب يبدأ مع منتصف الليل، ويستمر الى الرابعة صباحًا، فيحرمهم من النوم. وقد أصبح هذا الأمر هو الشاغل وسط سكان القرية البالغ عددهم ما يزيد قليلاً عن 300 شخص. فانصرفوا للبحث عن مصدره، ولكن بدون جدوى. ولما أعياهم الأمر اتصلوا بالمجلس البلدي في مدينة دارام من أجل التحقيق فيه.
وأهل قرية وودلاند ليسوا الوحيدين الذين لا يستطيعون فكّ رموز هذا اللغز. والواقع أن الدمدمة ليست جديدة. فقد سمعها أناس في أزمنة وأمكنة مختلفة وسط بقاع العالم. ومثل كل ظاهرة غير مفهومة، فقد عزا بعض أصحاب نظرية المؤامرة الأمر الى «مخلوقات فضائية زائرة»، والبعض الآخر الى «تجارب حكومية سرّية»، بينما ذهب البعض للقول إنها أزيز قضبان المناجم المهجورة.
وقد انتشرت هذه الظاهرة، حتى إنها شكلت موضوع إحدى حلقات الدراما التلفزيونية The X Files «ملفات إكس»، التي تفترض وجود مخلوقات فضائية تعيث فسادًا في الأرض. وشهدت مدينة بريستول الانكليزية أشهر هذه الحوادث في السبعينات عندما شكا أكثر من ألف شخص سماعهم دمدمة متصلة تسببت في إصابة البعض بالصداع، وآخرين بالنزف الأنفي، والبعض الآخر بالأرق المستمر. ثم توقفت هذه الدمدمة فجأة بدون أن يعرف أحد السبب في وجودها أصلاً أو دواعي زوالها.
وفي حالة قرية وودلاند المؤلفة من شارع رئيس واحد، وتقع وسط أراض زراعية، فليس من مصانع أو أبراج للأسلاك الكهربائية أو مناجم مهجورة قريبة، يمكن إلقاء اللائمة عليها في الصوت الغريب. ومع ذلك، فقد بدأ أهاليها يعانون منذ حوالي شهرين هذه الظاهرة، التي لا تزال مستمرة.
وتقول مارلين غريش، وهي محققة متقاعدة كانت تعمل في مجال أمن المتاجر: «في أجزاء معينة من المنزل يكون بوسعك سماعها بصوت أعلى من بقية مناحيه. إنها تأتي من الخارج .. موجودة في كل مكان، وكأنها معلقة في الهواء الذي نتنفّسه. وهي تتردد عبر المنزل، فظننا أولاً أن لها علاقة بأسلاكه الكهربائية وقطعنا التيار. على أن هذا لم يُحدث أي فرق».
وتضيف قولها: «تتسبب هذه الدمدمة في اهتزاز سريري، وأحيانًا بشكل يشبه حدوث هزة أرضية. لا علاقة لها بمرض رنين الأذن، لأن الجميع يسمعونها، كما إنها منخفضة الذبذبات على عكس الرنين. وفوق هذا، فإنني لا أسمع شيئًا إذا أغلقت أذنيَّ بيديَّ. هذا إذن صوت يأتي من الخارج، وليس من دواخل رأسي. ورغم أن الدمدمة تتوقف في الرابعة صباحًا، فإن «الإحساس بالطنين» يستمر معك طوال اليوم».